وفي ظل كافة المعطيات السابقة قامت نقابة العاملين باقتحام مجلسي الأمناء والجامعة يوم الأربعاء الموافق 8/5/2019 والاعتداء اللفظي على رئيس وأعضاء مجلس الأمناء ورئيس الجامعة، كما قام عددٌ من الموظفين في وضح النهار وعلى مرأى من نقابة العاملين بالاعتداء الجسدي على مرافق رئيس مجلس الأمناء في مقر المجلس، الأمر الذي يعدُّ عملاً مستهجناً غير مسبوق، ولا يمت بأي صلةٍ لأبجديات العمل النقابي لا من قريبٍ أو بعيد، وكذلك كان تكرار الحدث في يوم الخميس الموافق 9/5/2019 بالتهجم على مجلس الجامعة أثناء انعقاده بألفاظٍ نابيةٍ ومسيئةٍ، لا يمكن لها أن تندرج ضمن سياقات الزمالة ، حيث تخلله التهديد والوعيد ومحاولة تكسير الأبواب باستخدام آلات حادة.
إننا في مجلسي الأمناء والجامعة نتفهم العمل النقابي ودوره في المطالبة بحقوق العاملين التي نؤكد كامل احترامنا لها وسعينا جادين على توفيرها وتقديمها لهم كاملة غير منقوصة، غير أن ما حدث كان عملاً شائناً ويعتبر خارجاً عن القيم والأعراف النقابية والجامعية التي تكفلها الجامعة لكافة عامليها، لأنه حرفٌ لبوصلة العمل النقابي، وتوظيفٌ له في سياقات لا تخدم رسالة الجامعة وأهدافها بل تسيء لسمعتها وتمس باستقرارها.
وفي هذا السياق فإننا في مجلسي الأمناء والجامعة نؤكد أن الراتب حقٌّ أصيلٌ لموظفي الجامعة، وأننا لم نتوان يوماُ عن صرفه للعاملين في وقته، ونؤكد أنَّ تأخير صرف الراتب في بعض الأشهر السابقة، كان بسبب عدم توفر الأموال فقط، ولم يكن هدفاً كما يروج البعض، ويشهد التاريخ أن جامعتنا ومجالسها المتعاقبة كافة لم تتوان يوماً عن صرف الرواتب بشكل منتظم، على الرغم من قسوة الظروف الاقتصادية واشتداد الأزمات المالية في الوطن كافة.
نكرر أننا في مجلس الأمناء ومجلس الجامعة نعمل جادين للحفاظ على الجامعة ومقدراتها وحقوق العاملين فيها، رغم كل ما يتعرض له الوطن من مآسٍ ومحن، وإننا نطالب نقابة العاملين بضرورة العمل الجاد المساند لجهود مجلسي الأمناء والجامعة في دعم استقرار الجامعة، والحرص على إنجاح الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الحالي، وإبراز الوجه العلمي والحضاري للجامعة، ونتطلع إلى تغليب لغة الحوار في إطار منطق العقل وأدب اللسان وأخلاق المهنة، وصولاً إلى أجواء إيجابية نعمل سوياً من خلالها، على الحفاظ على مقدرات الجامعة وتغليب مصلحتها فوق كل اعتبار.