كأننا عشرون مستحيل
في اللد ، والرملة ، والجليل
هنا .. على صدوركم ، باقون كالجدار
وفي حلوقكم كقطعة الزجاج ، كالصبار.
إثنان وسبعون عاماً، ومازالت ذكرى النكبة الفلسطينية حاضرة في القلوب والعقول، مشاهدٌ مازالت حاضرة في ذاكرة الفلسطينيين، تشريد وقتل وتنكيل وتجريف للبيوت والقرى والحقول، رجال ونساء وأطفال يحملون ما تمكنوا من حمله؛ تاركين بيوتهم وقراهم ومدنهم التي سكنوها منذ آلاف السنين نحو مصير مجهول، بينما تغتصب عصابات بني صهيون أرض فلسطين التاريخية على مرأى ومسمع من العالم، في نموذج من الإرهاب المنظم.
نحو ثمانمائة ألف فلسطيني تم تشريدهم في العام 1948، ليعيشوا لجوءً قصرياً في الأردن ولبنان وسوريا ومدنٍ فلسطينية، مازالوا وبرغم اللجوء والتشريد وضنك العيش يحملون مفاتيح بيوتهم ويعيشون حلم العودة بأملٍ لا ينقطع، وعلى مدى سبعين عاماً أصبحوا نحو خمسة ملايين لاجيء، دون أن يتوقف حلم العودة الذي تتناقله الأجيال.
في هذه الذكرى الأليمة والقاسية نؤكد على الآتي :
اولاً : إن النضال الفلسطيني المتواصل بكل الطرق والوسائل لن توقفه قوة المحتل وصلفه، ولن تضعفه المؤامرات التي حيكت وتحاك لتركيع الشعب الفلسطيني، ولن يُخضعه أي ظرف للتنازل عن حقه في التحرر والعودة.
ثانياً : إن محاولات تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن المشؤومة والمرفوضة لن تمر بإذن الله، فالشعب الفلسطيني أثبت دوماً أنه عصي على الإنكسار مهما بلغت قسوة الظروف، وسيبقى صامداً متمسكاً بثوابته.
ثالثاً: حق العودة في الوجدان الفلسطيني غير قابل للتصرف ولا تنازل عنه مهما طال الزمن، وحق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه بكرامة، هو حق مشروع تكفله كل المواثيق والمعاهدات الدولية، وتُقره كافة منظمات حقوق الإنسان.
وفي هذه الذكرى نجدد دعمنا وتأييدنا لفخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، والذي رفض بشجاعة الثوار صفقة القرن المشؤومة، ومازال ثابتاً على الثوابت الفلسطينية رافضاً لأي تنازلات على خطى الرمز الشهيد ياسر عرفات؛ برغم محاولات التضييق والضغط التي مورست وتمارس على السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
فلا تفريط في أرض فلسطين الطاهرة التي روتها دماء الشهداء الأبطال خلال عقود من النضال والكفاح، ولا تنازل عن حقنا في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
جامعة الأزهر-غزة