المركز ينظم ورشة عمل بعنوان "الصناعة المحلية الفلسطينية من منظور أكاديمي"

نظم مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع بجامعة الأزهر – غزة يوم الثلاثاء الموافق 30/4/2013 ورشة عمل بعنوان "الصناعة المحلية الفلسطينية من منظور أكاديمي"، بحضور كل من الدكتور أحمد عيسى مدير مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع، والدكتور محمد أبو هيبة مدير شركة (HorsePower Engineering) والمهندس ضامن الوحيدي مدير شركة (Scan Engineering) ، وكان من ضمن الحضور عميد كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات الدكتور سامي أبو ناصر والدكتور عدنان عايش مدير معهد المياه والبيئة والأستاذ سامي النفار رئيس اتحاد الصناعات البلاستيكية–غزة والمهندسة لينا شامية منسقة المشاريع لدى اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية – بيتا، ولفيف من المحاضرين بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات وجمع غفير من طلبة وخريجي كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات وطلبة الهندسة بالجامعات الفلسطينية الأخرى، وذلك في قاعة المرحوم الدكتور هاني الشوا بمبنى الكليات العلمية.
حيث افتتح الدكتور أحمد عيسى، ورشة العمل مرحباً بالضيوف والحضور ومقدماً موضوع الورشة من خلال تعريف المشكلة القائمة وهي باختصار أن مهندسي التخصصات ذات الصلة بالصناعة (الميكانيك، الميكاترونيكس، الصناعية، الإلكترونيات، الكهرباء) مغيبون عن العملية الصناعية في مراحل التصميم والتصنيع والإنتاج بشكل يؤدي إلى تدني مستوى وجودة المنتجات المحلية مقارنة بالخارجية، ويسهم في تفاقم مشكلة البطالة بين الخريجين.
ثم استعرض الدكتور عيسى بعض الإحصائيات متحدثاً عن واقع خريجي الهندسة ومعاناتهم والعبء الذي يقع على كاهل الصناعة والحكومة في خلق فرص عمل في ظل الظروف الراهنة.
ثم تحدث الدكتور أبو هيبة عن عدة محاور تقنية مهمة بهدف تسليط الضوء على واقع الصناعة المحلية ونقاط الضعف والتحديات التي يجب تجاوزها للنهوض بواقع الصناعة المحلية، حيث تم الحديث عن ابتعاد الصناعة المحلية عن استغلال الطرق الهندسية السليمة في التصميم والتصنيع مما يؤدي غالباً إلى فشل المنتج أو إلى ارتفاع تكلفته أو خروجه إلى السوق بصورة لا تنافس المنتجات الخارجية، كما تحدث عن نقاط الضعف لدى خريجي التخصصات الهندسية من الناحية التقنية والشخصية والتي يجب معالجتها من أجل تحسين فرصتهم في إيجاد عمل.
ثم استعرض المهندس الوحيدي، العديد من الصور لمنتجات محلية، مسلطاً الضوء على العيوب وانعدام التقنية في تصنيعها مدعماً فكرة أن المهندس لم يكن شريكاً في عملية تصنيعها، ثم استعرض صوراً لبعض المنتجات الأجنبية والأفكار الجديدة بهدف التحفيز على التفكير بطرق جديدة، مؤكداً أن الطلبة تقع على كاهلهم مسؤولية في خلق فرص عمل لأنفسهم عوضاً عن الوقوف في طابور الوظيفة الطويل، مستشهداً بأن عقول وقدرات المهندسين التي تصمم منتجات في الدول الأخرى لا تتميز عن عقول وقدرات المهندسين الفلسطينيين.
وخلال الورشة كان هنالك العديد من المداخلات والتساؤلات من الحضور حول الطروحات التي جاءت خلال الورشة، منها مداخلة الأستاذ النفار بأن أصحاب الصناعات يبذلون كل ما بوسعهم للتجديد واتباع الطرق الحديثة ومنافسة المنتجات الخارجية وأنه على الجامعات أن ترسل طلبة الهندسة للتدريب العملي في المصانع من مراحل مبكرة أثناء الدراسة لكي ينخرطوا ويعتادوا على سوق العمل وبيئته.
كما دار نقاش حول الدور الذي تلعبه جامعة الأزهر – غزة في جسر الهوة بين مهارات الخريج واحتياجات سوق العمل حيث تحدث الدكتور عيسى عن عزم الجامعة القيام بمشروع جديد يهدف إلى تطوير الخطط الدراسية بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات بالشراكة مع عدد من اتحادات الصناعات الفلسطينية واتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية – بيتا وذلك بهدف الارتقاء بجودة التعليم وجسر الهوة مابين التعليم والصناعة.
وفي مداخلة للدكتور عايش وضح بأنه لا يجب وضع اللوم كله على الطلاب والخريجين، حيث أنهم يبذلون ما بوسعهم للنجاح وأن المؤسسات التعليمية تقع على كاهلها مسؤولية كبيرة في تخريج أجيال من المهندسين يتمتعون بمهارات تتناسب مع سوق العمل.
وقامت المهندسة شامية بالحديث عن خبرة اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية – بيتا في هذا المضمار وخصوصاً فيما يتعلق بخريجي هندسة الاتصالات والحاسوب، وأضافت أن الخطط التدريسية لللتخصصات الهندسية بحاجة لتعديل بما يتناسب واحتياجات سوق العمل.
وكان لفئة الطلاب والخريجين بعض التساؤلات والمداخلات التي أجاب عنها المتحدثون بخصوص التدريب العملي وكيفية التعاطي مع الواقع الوظيفي الصعب.
وفي نهاية ورشة العمل قام الدكتور أحمد عيسى بإلقاء مجموعة من التوصيات التي تستهدف الطلبة والخريجين وأصحاب الصناعات والمؤسسات التعليمية والجهات المسؤولة باعتبار أن جميعهم شركاء في الوضع الحالي لسوق العمل والتصنيع، ملخصة كالتالي:
فئة الطلاب:
- التفكير في مشاريع خلاقة وذات تكلفة منخفضة منذ اليوم الأول للدراسة الجامعية
- العمل على تطوير مهاراتهم الهندسية وغيرها
- الاهتمام بتعلم أخلاقيات المهن الهندسية وتطبيقها
- الاعتياد على التعلم الذاتي وعدم الاعتماد على التلقين
فئة الخريجين:
- التفكير في مشاريع خلاقة وذات تكلفة منخفضة
- البحث والتعرف على مراكز التشغيل المختلفة بالبلد
- التمتع بالمرونة وعدم التقيد بمسمى وظيفي معين
- العمل عن بعد لدى شركات خارجية (Outsourcing)
أصحاب الصناعات:
- تبني أفكار وتقنيات بناءا على دراسات جدوى من متخصصين من أجل الخروج بمنتج ناجح ومنافس
- المشاركة في مراجعة الخطط الدراسية مع المؤسسات التعليمية
المؤسسات التعليمية:
- إنشاء مراكز تشغيل داخلية بالتعاون مع الجهات المسؤولة
- مراجعة الخطط الدراسية بالشراكة مع ممثلي الصناعات
- المشاركة في توجيه مؤسسات الداعمة نحو دعم مشاريع صناعية صغيرة
- إحصائيات متخصصة لبرامج الهندسة ومخرجاتها
الجهات المسؤولة:
- العمل على مخطط استراتيجي للنهوض بواقع الصناعة
- توجيه المؤسسات الداعمة نحو دعم وتمويل مشاريع صناعية صغيرة
- تفعيل توصيات وزارة التربية والتعليم العالي الواردة في التقرير رقم (5)، سلسلة التقارير والدراسات، واقع البرامج والتخصصات في مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني للعام 2010، (الهندسة، العلوم الصحية، العلوم، الزراعة)، الإدارة العامة للتطوير والبحث العلمي، كانون أول 2011.
وفي ختام الورشة توجه الدكتور عيسى بالشكر للضيوف المتحدثين ولجميع من لبوا الدعوة بالحضور وأسهموا بإنجاح ورشة العمل وكانت الدعوة لخريجي و طلبة الهندسة في نهاية الورشة أن يطوروا من مهاراتهم في شتى المجالات وأن يبتعدوا عن النمطية في التفكير و طرق البحث عن فرص العمل التقليدية وأن يعتمدوا على ابتكار أفكار جديدة ومنخفضة الثمن لمنتجات تحاكي احتياجات الواقع الحياتي الفلسطيني، ومن ثم العمل على تصميمها وتسويقها أو البحث عن تمويل لتصنيعها.







تاريخ النشر:20/10/2013