الزراعة والطب البيطري

كلمة عميد الكلية

تأسست كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة الأزهر – غزة عام 1992، لتكون صرحًا أكاديميًا وطنيًا رائدًا يحمل رسالة النهوض بالقطاع الزراعي الفلسطيني وتعزيز ارتباط الإنسان بأرضه وصموده على ترابه. ويسعدني ويشرفني أن أكون أحد خريجي هذه الكلية العريقة في أولى دفعاتها عام 1996، وأن أتولى اليوم شرف قيادتها واستكمال مسيرتها العلمية والوطنية. انطلقت الكلية بقسم واحد في برنامج البكالوريوس، واستمرت عبر السنوات في التطور والتوسع رغم كل التحديات، لتضم اليوم ثلاثة أقسام وأربع برامج أكاديمية، من بينها برنامج الطب البيطري الذي افتتح عام 2019، إضافة إلى برامج الدراسات العليا التي تلبي احتياجات التنمية وبناء القدرات الوطنية. لقد واجهت الكلية ظروفًا قاسية وتعرضت مبانيها ومقدراتها للتدمير من قبل الاحتلال عدة مرات، كان آخرها الإبادة الشاملة التي بدأت عام 2023، والتي استهدفت الإنسان والأرض والمعرفة معًا. فقد تم تدمير مباني الكلية ومحطة التدريب والبحوث و الارشاد في محاولة لطمس وجود مؤسساتنا الأكاديمية. ومع ذلك، فإن الجامعات ليست جدرانًا وإسمنتًا بل هي مجتمع أكاديمي يحمل الفكر والإبداع، لذلك واصلت الكلية رسالتها عبر التعليم عن بُعد واستمرت في خدمة طلبتها ووطنها بإصرار لا يعرف التراجع. وتفخر الكلية بشراكاتها مع مؤسسات وطنية وإقليمية ودولية، وبأنشطتها البحثية والمجتمعية التي تساهم في خدمة المزارعين وتعزيز الأمن الغذائي. كما تحرص على تعزيز التعاون مع العديد من الممولين الدوليين ومؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى من أجل تصميم وتنفيذ برامج مشتركة تهدف إلى تعزيز قدرات الكلية وخدمة المجتمع الزراعي وتحقيق التنمية الزراعية ودعم صمود المزارع الفلسطيني. واليوم، ونحن نبدأ مرحلة إعادة البناء بعد حرب الإبادة، تتطلع الكلية إلى دور محوري في صياغة الرؤية الوطنية لإعادة تأهيل القطاع الزراعي ومنظومة الغذاء في فلسطين؛ لتكون في طليعة المؤسسات التي تسهم في استعادة الحياة على الأرض، وتحويل التحديات العميقة إلى فرص للنماء والتطور. نسأل الله العون والتوفيق، وأن تبقى كلية الزراعة والطب البيطري منارة للعلم والعطاء والصمود، وحاضنة للعقول التي تبني مستقبلًا أفضل لوطننا وشعبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عميد كلية الزراعة والطب البيطري
جامعة الأزهر – غزة