
يطل علينا الأول من آيار، يوم العمال العالمي وشعبنا الفلسطيني بشكل عام، وقطاع غزة بشكل خاص يعيش ظروفا قاسية، وتمر قضيته الوطنية العادلة في أسوأ مراحلها، كذلك يعيش العمال في قطاع غزة حياة صعبة في ظل انعدام فرص العمل لهم.
يوم العمال العالمي والذي يحتفل فيه كل عمال العالم في مختلف الدول، عمال شعبنا الفلسطيني يعانون الويلات.
وتعود خلفية هذا اليوم إلى القرن التاسع عشر إلى أمريكيا وكندا واستراليا. فقبل الإعلان عن هذا اليوم بسنوات، كانت شيكاغو في القرن التاسع عشر تخوض نزاعات عمالية لتخفيض ساعات العمل في هاميلتون، وبشكل خاص في الحركة التي تعرف بحركة الثمان ساعات.
ذكرى هايماركت
وفي يوم 1 مايو من عام 1886 نظم العمال في شيكاغو ومن ثم في تورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع" ، الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل خصوصا وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحا جيدا وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عدداً منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة.
تجاوزت قضية هايماركت أسوار أميركا وبلغ صداها عمال العالم، وأحيا المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية ذكراها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889، وتمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى هايماركت عام 1890، وفي العام الموالي اعترفت الأممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني بعيد العمال حدثا سنويا. وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من مايو/أيار من كل عام، وتم السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول. وفي عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من مايو عيدا للعمال.
وبهذه المناسبة، ندعو القيادة الفلسطينية لمزيد من الاهتمام في قضية عمال الشعب الفلسطيني والذين أذاقتهم هذه السنوات العجاف ويلات ومعاناة كبيرة، لان عمال شعبنا يستحقون من القيادة الكثير الكثير، وندعوهم لتوفير فرص عمل لهم، ليعيشوا حياة كريمة مثلهم مثل باقي عمال العالم الذي يحتفلون بهذه المناسبة، ولا يبكون مثل ما يبكي عمال شعبنا دمعا ودما.
كما نتقدم بكل التهاني لعمال شعبنا في الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بشكل عام، ولعمالنا في غزة بشكل خاص.
كما نتقدم بالتهاني العطرة للعاملين والعاملات في الجامعة، اولئك الذين يساهمون بالدم والعرق في بناء هذه المؤسسة العريقة التي تعتبر من أهم ركائز بناء الدولة الفلسطينية المأمولة، وندعوهم لمزيد من الصبر والتفاني والعمل من اجل هذه الجامعة الرائدة، ومن اجل مجتمعنا الغزي المرهق بالمتاعب والمعاناة، ولنكن أداة تخفيف عنهم، ولنساعدهم قدر المستطاع.
فتحية إجلال وإكبار لعمال شعبنا وللعاملين والعاملات في جامعتنا الغراء.
إخوانكم مجلس نقابة العاملين في جامعة الأزهر – غزة
30.04.2018