دراسةُ المَسائِلِ النَّحْوِيّةِ في كِتَابِ "المُنْتَخَبِ مِنْ غَرِيبِ كَلامِ العَرَب" لكُراعِ النّمْلِ (ت 310هـ)

جاءَت هَذهِ الدّراسةُ؛ لتكشفَ الّنقابَ عَنْ مَسَائِلَ نَحْويّةٍ أَصيلةٍ مُتَناثِرةٍ بَيْنَ صَفَحاتِ كتابٍ لُغَوِيٍّ عَريقٍ مَوسُومٍ بـ "المنتَخب مِنْ غريبِ كلامِ العَرَب" لِعَالمٍ لُغَويّ يكثُر ذِكْرُهُ في كُتِبِ اللغةِ, هو "أبو الحَسَنِ عليّ بن الحَسَنِ الهُنائيّ".

فكانَ حَرِيٌ بنا أنْ نقِفَ عِندَ تلكَ المسائل – بالرّغم من قلّتها- نَدْرُسُها وَنُقارِنُها بما جاءَ في كتبِ اللغةِ والنحو الأصيلة؛ لنَفيدَ مِنْها في دراساتِنا النّحويّة, ونقيسَ عليها مَا نعرِضُ لهُ في دراساتِنا من مسائلَ وشواهدَ قرآنيّةٍ أَوْ شِعْرّيةٍ, ذلك لأنّها لعالمٍ مُتَقَدِمٍ يُعدُّ مِنْ جِهابذةِ اللّغويين الذين دَرَسُوا اللغةَ, وَعَرَضُوا لِنَحْوِها وصَرْفِها وأصواتِها, وَخَلّفُوا لَنَا ذَخيرةً لُغويّةً اعْتَمَدَ عَلَيْها كثيرٌ من اللغويين وأصحاب المعَاجمِ المتقدّمين مِنْهُم والمتأخّرين, حَيْثُ وُصِفَ الهُنائيّ في بَعْضِ كُتُبِ التراجم بأنَّهُ إمامٌ مُتضلّعٌ نحواً، وَعَربيّةً، وغَريباً.