ملخص البحث |
يدرس هذا البحث التناص الحرفي والإيحائي في شعر أبي نواس, متضمنا إطارين: أولاهما الإطار النظري,وقد جاء هذا الإطار ليكشف عن ماهية التناص وحقيقة مفهومه عند المحدثين وبيان أشكاله وأنواعه أما الإطار الثاني فهو الإطار التطبيقي, وقد درس حقيقية نوعين من التناص هما التناص الحرفي والتناص الإيحائي في شعر أبي نواس ؛ ففي دراسة التناص الحرفي تبين أن التناص الحرفي الذي ورد في شعر أبي نواس شمل عدة إشكال أولاهما : نقل النص كما هو دون تحوير وتغيير, وثانيها: نقل النص كما هو ولكن بتغيير كلمة واحدة وإحلال كلمة أخرى محلها, وثالثهما: نقل النص كما هو ولكن بتغيير حرف وإحلال حرف آخر محله, ورابعها نقل النص كما هو, ولكن مع تقديم كلمة وتأخيرها في النص المقتبس, وقد تبين أن هذه الأشكال كلها لم تصل بالشاعر إلى حد الإبداع التناصي الذي يرتكز على تشرب النصوص وإعادة صقلها بأسلوب جديدة لأنها لم تتجاوز التغيير الطفيف والاقتصار على الاقتباس الحرفي. أما في دراسة التناص الإيحائي فقد خلص البحث إلى أن أبا نواس لم يكن استدعاؤه للنصوص بارزا بالمعنى الواضح وإنما كان منصهرا فلم يظهر منها إلا إيماءات بسيطة, وقد تجلى هذا النمط في موضوعات العشق والحب في شعره فنراه في هذا النمط يكثر تناصه مع القران الكريم والشعر, ففي موضوعاته التي تضمنت الحب والخمر كان يستوحي موضوعاته من القران الكريم والشعر مع التحوير والتغيير فيما استوحاه من الشعراء السابقين, كما ظهر أن أبا نواس في هذا النمط لم يكتف بالتناص مع شاعر واحد بل كان يستوحي شعره من شاعرين أحيانا, وقد تبين أن كل ذلك وصل بالشاعر إلى حد الإبداع التناصي الذي يرتكز على تشرب النصوص وإعادة صقلها بأسلوب جديد. |