نحو استثمــار أفضل للحاســوبِ في مجالات خدمة اللغة العربية وعلومها

لا تَكِلُّ ألسنةُ العلماءِ العربِ منَ المباهاةِ بنتاجِ الماضي التليدِ الذي أثمرهُ أسلافُهم، وأبرزَ الأمةَ العربيةَ الإسلاميةَ في مقدمةِ الشعوبِ المتحضرةِ، وإذا كانَ لسانُ حاضرِنا يختلفُ كثيراً عن ماضينا فما لَنا لا ننفضُ عن عقولنا ما تراكَمَ عليها من جمودٍ وصدأٍ، وننظِّمُ صفوفَنا ونوحِّدُ قلوبَنا، وننطلق على أسسٍ علميةٍ هدفُها التقدمُ والارتقاءُ في مجالاتِ الحياةِ  المتنوعة.

وليس عيباً أنْ نستفيدَ من غيرِنا، وإنما العيبُ أن نبقى ندورُ حولنا، وغيرُنا يتقدم علينا فإن أدركناهُ في محطةٍ وجدناه قدْ سبقَنا إلى محطاتٍ كثيرةٍِ أخرى، فمن مميزات هذا العصر- كما هو معروف- تَسارُعُ جديدِهِ المَعْرِفِيِّ فما إنْ يظهر شيءٌ حتى يَبُذَّهُ  شيءٌ آخرُ أكثرُ منه تطوراً؛ الأمر الذي يزيد من ثِقَلِ المسؤوليةِ الملقاةِ على عاتقِ مَنْ يريدُ أنْ يَلْحَقَ بمنْ سَبقوه.

إنَّ المتأمِّلَ لهذا التجددِ المتلاحقِ في مجالاتِ الحوسبةِ والاتصالاتِ يلحظُ كيفَ أنَّ الدولَ والمؤسساتِِ المتقدِّمةَ توفِّرُ للناسِ خِدْماتِ التعاملِ دونَ حاجتِهِمْ إلى التنقلِ من أماكنِ وجودهم، وأصبحْنا نسمعُ- في هذا المقامِ- عن مصطلحِ الحكومةِ الإلكترونيةِ دلالةً على استثمارِ الحكومةِ لإمكاناتِ الحاسوبِ السريعةِ في تعاملِها مع أبناءِ شعبِها وغيرِهم، وتقديمِ خدماتها لهم.