عرض تفاصيل البحث
المجلد | |
|
تاريخ النشر | |
|
عنوان البحث |
|
|
ملخص البحث |
تمهيد : يشكل المصطلح وسيلة تواصل تيسر الاطلاع على فكر العلماء وإنتاجهم، وليس المهم إطلاق التسميات بل المهم استقرارها وتعارف الدارسين عليها؛ لتنتقل من كونها تسميات لتصبح مصطلحات راسخة بعيدة عن الاضطراب أو الازدواجية، ولا يتم ذلك إلا إذا حصل التواصل المقنع بين مطلق التسمية والسامع، ولا يتحقق التواصل إلا بمراعاة جملة من العلاقات الحتمية بين أنواع القيم والثقافة والحضارة، والعلاقة بين المسمى ودلالته على الشيء الذي سُمي به؛ أي ائتلاف المفهوم المعجمي للفظ مع مفهوم المصطلح الذي نقل إليه، ولا يستقر المصطلح إلا إذا استقر التفكير فيه كما يرى هادي نهر: "إن المصطلح لا يوجد إلا بعد التفكير فيه؛ والتفكير فيه إنما يُبنى في الغالب حين يستقر التفكير في المفهوم أو الموضوع المعين،فإذا أريد تسمية ذلك الشيء أو عنونته أطلق المصطلح بوصفه خطوة تعقب المفهوم". إن المصطلحات في أي علم من العلوم تظهر بداية كمفاهيم تتطور بتطور الحضارة والعلوم، وتترسخ هذه المفاهيم لتغدو مصطلحات تدور على الألسنة وفي المؤلفات. ولا بد من توافر شروط في اللفظة حتى تغدو مصطلحاً متعارفاً عليه، وهذه الشروط نطالعها عند الجرجاني (ت 811هـ) في قوله عن المصطلحات إنها: 1- عبارة عن اتفاق قوم على تسمية شيء باسم ما ينقل عن موضعه الأول لمناسبة بينهما. 2- إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما. 3- اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى. 4- إخراج الشيء عن معنى لغوي إلى معنى آخر لبيان المراد. 5- لفظ معين بين قوم معينين. لا تختلف هذه التعريفات التي ساقها الجرجاني كثيراً عما ورد في المعجمات أو الكتب المختصة بالحديث عن المصطلحات، وقد جاء هذا البحث لينظر في مصطلحات ثعلب (ت291هـ) أحد النقاد اللغويين الأوائل الذين أسهموا في وضع المصطلحات النقدية، لنقف من خلال كتابه" قواعد الشعر" على طبيعة المصطلح عنده، من حيث البناء والاستقرار أو القلق، ودور هذه المصطلحات في تشكيل المصطلح النقدي وتأصيله عند العرب، فقد نشأ النقد الأدبي في حضن اللغويين الذين وضعوا كثيراً من مصطلحاته وحددوا بعضها، واستشهدوا على أخرى دون توضيح، ولكنهم في الحالين حددوا الملامح الأولى للمصطلح النقدي العربي، فقد انطلقوا من ثقافتهم في الوضع، والفرق بين اللغوي وغيره "أنه ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من ناحية الوضع اللغوي وسلامته من التعقيد، وهذه دلالة عامة". استقى بعض النقاد قبل ثعلب مصطلحاتهم من حقل البيئة البدوية الثرية؛ فاتخذ الأصمعي (ت216هـ) الإبل مادة لمصطلحاته، واتخذ الخليل بن أحمد (ت175هـ) من الخباء، المكان الساكن آلة حية جميلة ليعزف عليها أوزان بحوره العروضية، وجاء ثعلب لينتخب من الصفات التي يحب في الخيل ويطلقها على الأبيات الشعرية ليفرق بينها ويمايز، فإذا كانت الخيل ترتب في أصالتها وفق درجات، وترتب حسب السباقات التي تجري بينها فإن الشعر كذلك، والربط بين الشعر والخيل نجده في كثير من الأقوال، فالآفاق بينهما متصلة متداخلة، والاحتفال العربي كان بولادة شاعر وبإنتاج فرس على حد سواء. ومع أن القدماء قد اهتموا بوضع المصطلحات فإنهم لم يستخدموا كلمة مصطلح في كتبهم، وكل ما أُثِر عنهم هو كلمة "اصطلح"، يقول الجاحظ عن ألفاظ المتكلمين: لقد تخيروا تلك الألفاظ لتلك المعاني، وهم اشتقوا لها من كلام العرب تلك الأسماء، وهم اصطلحوا على تسمية ما لم يكن له في لغة العرب اسم، فصاروا في ذلك سلفاً لكل خلف". وواضح أن إطلاق التسمية شيء وشيوع هذه التسمية شيء آخر، فالتسمية إن تطورت وثبتت تحولت إلى مصطلح، أما إن تذبذبت بين مدلول وآخر أدى ذلك إلى موت التسمية. ويتحقق شيوع المصطلح بمراعاة جملة من العلاقات الحتمية، بين المقام والمخاطبين والقيم والثقافة والحضارة ومراعاة العرف اللغوي ودلالته على الشيء الذي سُمي به، أي انسجام دلالة المصطلح مع المعنى اللغوي للفظة، وجاء هذا البحث ليقف على هذا الانسجام في مصطلحات ثعلب، وتم ترتيب المصطلحات وفق ورودها في كتابه بتحقيق محمد عبد المنعم خفاجي. يعد كتاب قواعد الشعر لثعلبمن المحاولات الأولى لوضع المصطلح النقدي؛ ولأنه كذلك فقد وجدنا فيه بعض الخلط بين الفنون المختلفة، ولأن ثعلباً لغوي فقد وجدنا نقده موجهاً في الغالب إلى اللفظ، فتناول القيمة الفنية على أساس لغوي لدراسة بيان الشعر. |
|
لغة البحث | عربي | |
الباحثون |
|
|