صناعة منتجات الأخشاب في قطاع غزة وأسواق معاملاتها

تعتبر الصناعات الخشبية أحد الأقسام العشرة التي تتكون منها الصناعات التحويلية لأية دولة من الدول وذلك وفقا للنمط الدولي للتصنيف الصناعي المعمول به علي مستوى الأمم المتحدة isic. حيث تنقسم هذه الصناعات وفقاً للنمط السابق إلى بابين أساسين هما: منتجات الأخشاب ما عدا الأثاث، ومنتجات الأثاث والتركيبات غير المعدنية. ويضم كل من هذين البابين فروعاً أخرى وهكذا حتى نصل إلى مستوي الوحدة الإنتاجية . ويتناول هذا البحث نشاط الورش والمصانع الخشبية في قطاع غزة، متضمنا تحليلا وتقويماً لواقع هذا النشاط من خلال تقسيمه إلى قسمين رئيسين يعالج الأول منهما: عدد المؤسسات العاملة في هذا الفرع الصناعي، وتصنيف هذه المؤسسات من حيث إعداد العاملين بها، ثم التوزيع الجغرافي لها علي مناطق القطاع المختلفة، وكذلك عدد العاملين والعائدات المتحققة من نشاطهم والأجور التي يتقاضونها.

أما القسم الثاني من الدراسة  فيتناول طبيعة الأسواق التي تتعامل معها هذه المنشآت سواء فيما يتعلق بالحصول علي الخامات ومستلزمات الإنتاج أو بتصريف المنتجات بعد القيام بالنشاط التصنيعي ، وما يترتب على ذلك من آثار على الميزان التجاري الفلسطيني.

وقد أوضحت الدراسة أن هناك تراجعاً ملحوظاً في عدد المصانع والورش الخشبية خلال الفترة التي تغطيها الدراسة وذلك راجع بشكل رئيسي إلى حالة الكساد التي يمر بها الاقتصاد الفلسطيني والذي يؤدي بصورة اساسية الى انخفاض في حجم الطلب على منتجات هذه الصناعة. كذلك فان المصانع الخشبية تعتبر صغيرة الحجم بمقياس عدد المشتغلين بها ، وأنها تعتمد بشكل رئيسي على الاسواق الاجنبية في الحصول على خاماتها عبر اسرائيل في أغلب الاحيان . أما أسواق منتجاتها فتتركز في قطاع غزة بنسبة 80% ، ثم في الضفة الغربية واسرائيل والخارج بنسبة 20% ، حيث تقوم اسرائيل من جانبها بتصدير جزء من هذه الصناعات الى أوربا. وقد ترتب على هذا الوضع اختلال كبير في الميزان التجاري لصناعة الاخشاب ومنتجاتها يتجاوز 5ر15 مليون دولار سنويا . كذلك فان هذه الصناعات تعاني من العديد من الصعوبات سواء في مجال تصريف منتجاتها إلى الخارج أو من بعض العراقيل التي تحد من توسعها وتطويرها ، مما يقتضي بذل جهود واعية مكثفة على مستويات مختلفة لمؤازرة هذه الصناعة ودعم مسيرتها بما يتناسب مع الدور المأمول منها .