عرض تفاصيل البحث
المجلد | |
|
تاريخ النشر | |
|
عنوان البحث |
|
|
ملخص البحث |
يعرف المسرح التقليدي بأنه مسرح عُلبة ، أي أن الأحداث تقع داخل هذه” العلبة” الكبيرة ، بينما يشاهدها المشاهدون من خارج هذه العلبة ، وبالتالي فإنه لا يوجد أي اتصال بين ما هو داخل هذه العلبة وبين ما هو خارجها ، حيث يفصل بينهم حائط سميك يُعرف بالحائط الرابع . ويعني الحائط الرابع fourth wall "افتراض وجود حائط وهمي ممتد على طول خط الستارة الأمامية ، ومن خلال هذا الحائط المتخيل يشاهد المتفرجون الأحداث الممثلة على المرزح كما لو أنها نسخة أصيلة من الحياة _ أي أن التمثيل ينبغي أن يجري بمعزل عن المتفرجين المفترض عدم وجودهم .ومن ثم يعطي الإحساس الإيهامي بالواقع ". ولأن المسرح الأرسطي كان يسعى إلى التطهير Catharsis من الانفعالات الزائدة فإن الحائط الرابع يخدم هذا الغرض من حيث أنه يؤدي إلى الاندماج الكامل وتصديق أن ما يحدث على خشبة المسرح حقيقة واقعة ، ومن ثم الانفعال فالتطهير . لكن المدارس الجديدة في المسرح أخذت تنحو بهذا الفن مناحي مختلفة ، وكانت الرياح العاتية التي حملها بريخت الألماني أقوى رياح التغيير ، فلقد رأى بريخت أن وظيفة المسرح هي تغيير العالم لاتفسيره ، ومن ثم كان الفن أداة قتالية من أجل تحسين حياة الشعوب والمجتمعات ..واستتبع ذلك بالضرورة - أي تغيير النظر إلى وظيفة الفن - تغيراً في التقنيات المستخدمة ، فابتدع بريخت لوناً جديداً من المسرح دعاه " المسرح الملحمي " يحارب فيه الاندماج والإيهام والتطهير ، ويعمل على يقظة المتفرج باستمرار ،ويطلب منه حكماً عقلياً لا اندماجاً عاطفياً ، ويستخدم التعبئة والتحريض بدلاً من التطهير ، وللوصول إلى كل ذلك استخدم البناء الدائري ( الملحمي ) بدلاً من البناء الهرمي ، واستخدم الراوي ، وكان أهم مافي هذا البناء إسقاط الحائط الرابع الذي فتح قنوات الاتصال بين المشاهدين والممثلين ، وأسقط ذلك التعاقد الضمني بين الطرفين والذي ينص على أن يقدم الطرف الأول تمثيلاً متقناً يقابله الثاني بتصديق كامل على أن هذا جزء من الحياة الحقيقية . لقد انتقلت عدوى هذا المسرح "الخشن "الذي يصدم مشاعر المتفرج أكثر ممايتملقها إلى كل بلاد العالم ،وغزا هذا المسرح القائم على الفكرالاشتراكي، الدول الرأسمالية في عقر دارها ، أما بلدان العالم الثالث التي تعاني من الاستعمار والتخلف والتبعية وغير ذلك من أمراض فقد وجدت في هذا المسرح حافزاً لها على التقدم والتحرر. من هنا وجد سعد الله ونوس في هذا المسرح وتقنياته ، إسقاط الحائط الرابع بالذات ، تلبية لحاجاته الفكرية والفنية ، وهذا ما تحاول هذه الدراسة الكشف عنه وتوضيح أسبابه وأبعاده ونتائجه . وقد حظي مسرح ونوس بدراسات واسعة ومتعددة ، لكن لم تنفرد دراسة من هذه الدراسات بهذه التقنية ، في حين أشارت معظم هذه الدراسات ، من قريب أو من بعيد لهذه التقنية ضمن منظومة من التقنيات التي شكلت في مجملها نظرية ونوس المسرحية . كما يُلاحظ على الكثير من هذه الدراسات أنها تنطلق من المضمون _ ربما لأهميته الشديدة _ وإن عرّجت على الشكل فلكي تخدم ذلك المضمون ،أو تتخذ من تقاناته دلائل لإثبات أفكار الكاتب ومواقفه ،حتى تلك التي اتخذت من إحدى التقانات عنواناً لها ، أما هذه الدراسة فقد اتخذت اتجاهاً معاكساً ، حيث بدأت بواحدة من التقانات الكثيرة التي استخدمها الكاتب ، ثم سعت للوصول ،من خلالها ،إلى دلالة هذه التقانة ، مؤمنةً ،كما آمن الكاتب نفسه، بأن الشكل غير محايد ، وأن شكلاً بعينه يؤدي إلى فكر بعينه . |
|
لغة البحث | عربي | |
الباحثون |
|
|