نشأة الكلية ومسيرتها
أُنشئت كلية التربية في العام 1991م ، وتعدُّ الكلية اللبنة الأولى من لبنات صرح جامعة الأزهر بغزة ، بفضل الله أولاً، ثم بفضل تصميم وعزيمة وكفاح السواعد المخلصة والأمينة والمنتمية من أبناء هذا الشعب، وفي ظل ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد والتحدي حيث كان الاحتلال الإسرائيلي البغيض وما زال جاثماً على تراب هذا الوطن .
وكان الهدف الأساسي لإنشاء كلية التربية الأخذ بيد الشباب الفلسطيني وتمكينه من أخذ زمام المبادرة في إثبات وجوده وإبراز هويته متسلحاً بالعلم والأخلاق طريقاً مستقيماً يصونه من الانحراف والذوبان في متاهات الغربة والتهجير وبالتالي تجذير الوجود الفلسطيني وترسيخ أقدامه على تراب وطنه والحد من هجرة الشباب خارج الوطن .
بدأت الكلية بداية متواضعة ببعض القاعات الدراسية في الطابق الثاني بالمعهد الديني الثانوي (الأزهر بغزة) بحوالي (400) طالبة وطالبة التحقوا بالكلية في أكتوبر من العام الدراسي 91/1992م في تخصصات محدودة، وبدأ العمل في الكلية استناداً إلى الأنظمة والقوانين واللوائح المعمول بها في جامعة الأزهر بالقاهرة، كما بدأت الدراسة في الكلية باستخدام البرامج الدراسية المعمول بها في كلية التربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، ووفق النظام السنوي المتبع فيها، وفي العام الجامعي 1994/1995م تمّ تغيير نظام الدراسة في الكلية من النظام السنوي إلى نظام الفصلين الدراسيين، وتمّ توزيع مقررات الخطة الدراسية السنوية لكل تخصص على فصلين دراسيين .
ومع بداية العام الدراسي 1996/1997م بدأت مرحلة جديدة في الكلية حيث تم فيها مراجعة كافة البرامج التعليمية في التخصصات المختلفة وفحص مدى ملاءمة نظام الدراسة المتبع في الكلية للتطورات العالمية المتلاحقة في التربية والتعليم ، وقد أدت هذه العملية إلى تغيير وتطوير الخطط الدراسية المختلفة في الكلية، كما أدت إلى إضافة تخصصات جديدة لها مثل تخصص علم النفس، والتعليم الأساسي (المرحلة الدنيا)، وتخصص رياض الأطفال. فضلاً عن تغيير نظامها الدراسي من نظام الفصلين شبه السنوى إلى نظام الساعات المعتمدة الذي بدأ تطبيقه مع الخطط الجديدة للتخصصات المختلفة بالكلية اعتباراً من العام الجامعي 1997/1998م وظهر ذلك كله في دليل الكلية الصادر في العام 1998م .
وفي هذه المرحلة أيضاً خضعت البرامج التعليمية في مرحلة الدراسات العليا لمراجعة شاملة وتطوير كامل لبرامج الدبلوم العام (نظام السنتين)، والدبلوم الخاص نظام السنتين، فضلاً عن برنامج الماجستير، وهي جميعاً تعمل وفق النظام السنوي ممّا أدى إلى تغيير وتطوير هذه البرامج وفق نظام الساعات المعتمدة بحيث صار برنامج الدبلوم العام مكوناً من (36) ست وثلاثين ساعة معتمدة موزعة على فصلين دراسيين فقط ، كما أصبح برنامج الدبلوم الخاص مكوناً من (30) ثلاثين ساعة معتمدة موزعة على ثلاثة فصول دراسية ، كما طُبق نظام الساعات المعتمدة على برنامج الماجستير، وظهر ذلك في دليل الكلية الصادر في العام 1998م.
وفي العام الجامعي 2000/2001م خضعت برامج الكلية لتقييم داخلي قامت به عمادة الكلية للوصول ببرامجها إلى أفضل التصورات العالمية المطروحة في مجال إعداد، وتدريب المعلمين المعمول بها في الدول المتقدمة، وقد أدى هذا التقييم الداخلي إلى إضافات نوعية للبرامج الأكاديمية والتربوية المعمول بها في الكلية فضلاً عن تطوير تخصصات موجودة أصلاً مثلما حدث مع تخصص علم النفس الذي تم تحويله إلى برنامج للبكالوريوس في الإرشاد النفسي والتربوي ، كما تم تطوير خطة التعليم الأساسي إلى أربعة تخصصات جديدة بحيث أصبحت تتبع مسار معلم المجال ، وفي تخصصات العلوم ، والرياضيات ، والمواد الاجتماعية ، واللغة الإنجليزية ، وبقي قسم التعليم الأساسي مسئولاً عن تخصص المرحلة الدنيا فقط ، وهكذا صار برنامج تأهيل طلبة الكلية كمعلمين يتضمن ثلاث مسارات هي :
مسار معلم المرحلة الدنيا ، ومسار معلم المجال ، ومسار معلم المرحلة الثانوية ، وظهر ذلك في دليل الكلية الصادر في العام 2002م.
وقد وافقت رئاسة الجامعة بتاريخ 17 آذار/مارس 2001م على إنشاء أقسام علمية أكاديمية في كلية التربية بعد أن كانت الكلية تمثل دائرة أكاديمية واحدة ، وقد تم إنشاء الأقسام التالية :-قسم علم النفس ، وقسم التعليم الأساسي والمناهج، وقسم أصول التربية، بالإضافة إلى قسم الدراسات الإسلامية .
في يوليو/تموز 2001م أوضح تقرير مستقل لمجموعة من الخبراء بعد دراستهم وتقييمهم لبرامج كليات التربية في الجامعات الفلسطينية ـ وُزِّع بواسطة وزارة التعليم العالي ـ أن برامج إعداد المعلمين بكلية التربية بجامعة الأزهر بغزة ، ومقارنة بالجامعات الفلسطينية الأخرى، هي برامج متقدمة وحديثة بل وفي تحديث وتطوير دائم ، كما أن المقررات المطروحة في برامجها متطورة جداً ومفتقَدة في معظم الجامعات الفلسطينية .
وفي الفصل الثاني من العام الدراسي 2003/2004 روجعت الخطط الدراسية وحظيت بإضافة مقررات جديدة اختيارية تزيد من مرونة التعامل مع هذه الخطط وتيسر عمل المرشدين الأكاديميين، والطلاب مما يقرب هذه الخطط أكثر فأكثر من نظام الساعات المعتمدة ، وبدأت التجربة في العام الجامعي2004/2005على مقررات متطلبات الكلية، وبعض مقررات التخصص.