كلمة رئيس المؤتمر
تعلن كلية الزراعة والبيئة عن مؤتمرها الدولي الأول للبحوث والسياسات الزراعية وذلك كأحد الانشطة المستمرة لجامعة الأزهر والتي تهدف إلى جسر الهوة بين المؤسسات الاكاديمية والواقع التنموي وذلك من خلال توفير وعرض المعرفة للجهات المسئولة عن رسم السياسات التنموية وذلك لتشكيل سياسات وطنية مبنية على المعرفة وتوجيه طاقات البحث العلمي لتوفير حلول عملية يمكن ان تساعد المزارع في التغلب على التحديات التي تواجهه وتحد من ربحية الانشطة الزراعية. ان جامعة الأزهر ما تزال في مسيرتها التي بدأتها مما يزيد على ربع قرن في السعي الدؤوب للتطوير والرقي بمنظومة البحث العلمي التطبيقي.
ويأتي المؤتمر الدولي للبحوث والسياسات الزراعية ضمن رؤية كلية الزراعة والبيئة والتي ترتكز على انتاج ونشر المعرفة بواسطة العديد من البرامج الاكاديمية البحثية والتدريبية بالإضافة إلى دورها البارز في مجال الارشاد الزراعي.
يهتم هذا المؤتمر بالبحوث التطبيقية بمختلف أنواعها، محتويا بذلك التحديات التي تواجه قطاع الانتاج الزراعي بشقية النباتي والحيواني، وكما يهتم المؤتمر بالبحوث التي تقدم حلول للمعيقات الاقتصادية والتسويقية، كما يهتم بجوانب مرتبطة بالبيئة والصحة العامة والتي لها ارتباط مباشر بهذا القطاع.
القطاع الزراعي يعاني من فجوة واسعة بين ما يعانيه هذا القطاع من مشاكل فنية واقتصادية وتسويقية وبين ما تقدمه البحوث العلمية من معرفة. ان القطاع الزراعي يعاني من تحديات كبيرة على مستويات مختلفة ، فعلى مستوى المزرعة، نجد أن المزارع يعاني من تحديات فنية تؤثر سلباً على انتاجية المزرعة وتزيد من تكلفة الانتاج وتحد من القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية في السوق مما يؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي للمزارع الفلسطيني ، أما على مستوى التصنيع الغذائي فهناك مشاكل فنية ونقص في البنى التحتية مما يؤثر على مدى قدرته في تطوير سلاسل القيمة الزراعية ، وعلى مستوى التسويق الزراعي فهناك غياب لمنظومة سوق فاعلة تخدم مصالح المزارعين و المستهلكين ، اضافةً الى عجز السياسات الزراعية الوطنية عن حماية المنتجين الزراعيين وضعف الخدمات الداعمة لهم، بالإضافة الى الحصار والحروب المتكررة وعزل المزارع الغزي عن مصادر المعرفة الحديثة.
نحن نتطلع بشغف الى ما سيقدمه هذا المؤتمر من توصيات هامة من شأنها أن ترسم الطريق لصانعي القرار ولجميع ذوي العلاقة بالقطاع الزراعي نحو تحقيق تنمية مستدامة.