تأسست كلية الطب عام 1998 بمرسوم رئاسي من الرئيس المؤسس ياسر عرفات ( أبو عمار)، يتمتع خريجو الكلية باعتراف من قبل المجلس الطبي البريطاني والولايات المتحدة الأمريكية، تستضيف الكلية أساتذة ومحاضرين من دول أجنبية مثل بريطانيا والنرويج, تُعفي وزارة الصحة خريجي الكلية من اختبارات مزاولة المهنة لكفاءتهم، تتمتع الكلية بمجموعة من اتفاقيات التعاون الدولية مثل الاتفاق مع جامعة (هارفارد) في الولايات المتحدة الأمريكية للمساهمة في تطوير الكادر التعليمي في الكلية، إضافة إلى تدريس بعض المساقات لطلبة الكلية
تشهد كلية الطب بجامعة الأزهر-غزة حالياً تطورات جوهرية ستنعكس على مستوى الطلبة في جميع المجالات والمستويات، هذه التطورات جاءت لما تقتضيه حاجة الكلية من تطور في ظل تزايد عدد الراغبين في الالتحاق بالكلية عام بعد عام، بعد أن أثبت خريجيها أنهم الأوائل في كل الميادين وأنهم خيرة خريجي كليات الطب، وللإطلاع على هذه التطورات والجهود المبذولة في هذا الاطار كان لنا لقاءً مع عميدها الدكتور عصمت أبو عساكر، الذي تحدث بداية عن رؤيته التي ترتكز على تخريج طبيب ملم بالعلوم الطبية وعلى مستوى عال يتناسب مع المستويات العالمية الموجودة، وليكون الطبيب مؤهلاً للتقدم للدراسات العليا في التخصصات الدقيقة والعادية باي دولة من دول العالم الكبرى.
نهج جديد في التدريس
خلال حديثنا معه أكد الدكتور أبو عساكر أن الكلية تسعى إلى تطوير عملية التدريس بالكلية من خلال اتباع العديد من الطرق الحديثة والمتطورة في التدريس والاختبارات والتدريب، مشيراً إلى أن أولى هذه الطرق يكمن في تغيير طريقة إلقاء المحاضرات من طريقة تقليدية إلى طريقة تفاعلية، بحيث يساهم الطلبة بجزء كبير في عملية التحضير والإعداد والنقاش داخل القاعة الأمر الذي يجعل الطلبة أكثر تركيزاً وانشداداً مع المحاضر، مما يحقق الفائدة المرجوة ويبعد الطالب عن الملل وعدم الاستيعاب، مشيراً إلى أن هذه الطريقة تعد من أنجع وأفضل الطرق التدريسية الحديثة، وما يميز هذا النظام التعليمي بأنه يخلط بين النظام التقليدي والحديث، ففي السابق كان النظام التعليمي يعتمد بشكل كبير على المدرس، لكن الآن أصبح نصفه تقريباً يعتمد على المدرس والنصف الآخر يعتمد على الطالب بحيث يعطي وقتاً كبيراً للطالب ليدرس المادة بنفسه.
وفيما يتعلق بالتغيير الثاني أوضح الدكتور أبو عساكر سيشمل تغير نظام الامتحانات كلياً من ورقي قديم، إلى محوسب حديث، يتبع أحدث طرق وأساليب الاختبارات الذكية التي تعتمد بشكل كلي على الكمبيوتر والبرامج المتطورة، مشيراً إلى أن نظام الاختبارات المحوسب له العديد من الفوائد أهمها السرعة والدقة في إعطاء النتائج، إضافة إلى أنه يواكب أحدث طرق وأساليب التدريس المتبعة في كليات الطلب عالمياً، لافتاً إلى أن الكلية بصدد البحث عن تمويل لتجهيز المختبرات اللازمة وتوفير الأجهزة والحواسيب والبرامج لتطبيق هذا النظام الجديد في أقرب وقت ممكن.
وأشار الدكتور أبو عساكر إلى أن ثالث هذه الخطوات الحثيثة لتطوير العملية التدريسية سيشمل تطوير قدرات الكلية العملية والتدريبية من خلال تطوير مختبراتها ومعاملها، مشيراً إلى أن هناك عدد من المشاريع لتحقيق هذا الهدف كمشروع التعليم على (نظام الموديل) والتي تحاكي كل جزء من أجزاء الإنسان الأمر الذي سيتيح للطلبة التعرف على أدق تفاصيل جسم الإنسان من الداخل والخارج، كما سيوفر له الاطلاع عن قرب على الترديب السريري في كافة التخصصات الطبية (الجراحة والباطنة والقلب والأطفال والنساء والولادة ...الخ) وغيرها من العلوم والمعارف الطبية، والذي يمنح الطالب جواً شبيهاً بالمستشفى في الكلية عبر نظام المحاكاة، كذلك تطوير وتحديث مختبر البيولوجي وتزويده بعينات حديثة وجديدة.
سياسة القبول في الكلية هذا العام
وعن سياسة القبول في الكلية هذا العام أوضح الدكتور أبو عساكر أن عدد الطلبة المقبولين في الكلية محكوم بالسعة المكانية وهو الأمر الذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، لاسيما في ظل حرص الكلية على المستوى الأكاديمي، فالكلية ملتزمة بمعايير معينة للحفاظ على مستوى خريجيها لها علاقة بعدد الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية وأمكان التدريب الإكلينيكي في المشافى، والكلية لا يمكن أن تخرج عن هذه المعايير حتى يكون مستوى الخريج مُحكم ويخرج طبيب معتمد، وتابع: نجد أن السعة المكانية لا تمكننا من أخذ كل المتقدمين والراغبين في الالتحاق بالكلية، الأمر الذي يضطرنا لقبول أعلى المعدلات، وكذلك إخضاع المقبولين للعرض على لجنة القبول والتي تشكلها الكلية من أكبر الأطباء والمتخصصين للتأكد من أهليتهم للعمل مستقبلاً في مهنة الطب.
خريج طب جامعة الازهر-غزة يصنف كأفضل طبيب
وعن مستوى خريج الكلية أكد الدكتور أبو عساكر على أن خريج كلية طب جامعة الأزهر-غزة هو خريج متميز ويصنف على أنه أفضل خريج كلية طب بشهادة العاملين بمهنة الطب واختبارات وزارة الصحة، حيث يحصل خريجينا على المستويات الاولى في أي اختبارات تعقد هنا أو هناك، كما أن استيعابهم بنسبة 100% في أي عملية توظيف مؤشر آخر على تفوقهم، كما أن وزارة الصحة تعفيهم من اختبارات مزاولة المهنة، نتيجة تفوقهم على اقرانهم، بالإضافة إلى أن معظم خريجي الكلية أصبحوا ملتحقين ببرامج دراسات عليا في الخارج وقد اثبتوا كفاءة وتميز ملفت، وذلك لتميزنا في مخرجاتنا ومناهجنا وطريقة تدريسنا، وحقيقة أنا فخور بأن أكون عميداً لهذه الكلية وهي تاج جامعة الأزهر-غزة لما لها من مكانة مميزة في المجتمع.
طموحات الكلية المستقبلية
وعن طموحه المستقبلي لتطوير الكلية أوضح الدكتور أبو عساكر عن أن أهم طموحاته لتطوير الكلية يتركز في الحصول على مستشفى تعليمي يتبع الجامعة حتى يمنحنا الحرية بتدريب الطلبة بشكل قوي وبناء دراسات إكلينيكية بعد تخرج الطلبة ليتخصصوا بها، لافتاً إلى أن جهود إدارة الجامعة غير متوقفه في هذه الاتجاه ونعمل سوياً على توفير التمويل اللازم للانطلاق بهذا المشروع القومي.
وأوضح عميد كلية الطب أن هناك قرار بتوسعة نطاق التعاون مع عدد أكبر من المؤسسات الصحية العاملة في القطاع، وذلك لاستيعاب العدد المتزايد من طلبة التدريب السريري، مشيراً إلى أن علاقة الكلية بالمؤسسات الطبية علاقة توصف بالممتازة، وهم شركاء أساسيين للكلية، وهناك تعاون كامل لتدريب طلبتنا ونسعى لعقد المزيد من اتفاقيات التعاون والتواصل من أجل توفير التدريب لطلبة المستويات المختلفة، بحيث يحصل كل طالب على فرصة ممتازة في التدريب، لافتاً إلى تعين معيدين متفرغين بشكل كامل من أجل متابعة الطلبة داخل المستشفيات بشكل حثيث وتطبيق نظام (لوج بوك) لكل تخصص، سيطبق على الطلبة بدءاً من العام الدراسي القادم.
" كشف الدكتور أبو عساكر أن الكلية فتحت باب الالتحاق مجدداً بدبلوم طب الأسرة بعد نجاح الدفعة الأولى للبرنامج بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وأن الكلية تسعى لتطوير إمكانياتها وقدراتها من خلال زيادة عدد المبتعثين للحصول على تخصصات نوعية للتدريس بالكلية "
الدور البحثي وخدمة المجتمع
وعن دور الكلية البحثي ومسئولياتها الإجتماعية، أوضح الدكتور أبو عساكر بأن الكلية تساهم بشكل كبير في الأبحاث العلمية من خلال مشاركتها الفاعلة في مجمل المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تنظم محلياً وعربياً ودولياً، كاشفاً نية الكلية إطلاق مؤتمرها الدولي الأولي في شهر فبراير القادم إن شاء الله من العام 2018، موضحاً بأن المؤتمر سيكون مؤتمراً جامعاً فيما سيكون بعد ذلك مؤتمرات تخصصية ستعلن عنها الكلية كل عام، وتابع الدكتور أبو عساكر حديثه عن المؤتمر قائلاً:"يعد المؤتمر فرصة حقيقية ليشارك الباحثون المجتمع بما توصلوا إليه من أبحاث ونتائج خلال مشوارهم الطبي والبحثي"، وفيما يتعلق بمساهمة الكلية في خدمة المجتمع أشار إلى قيام الكلية بالمشاركة في جميع المناسبات الصحية العالمية كما أنها تقوم بين الفينة والأخرى بتنظيم الندوات وورش العمل والحملات الطبية المجانية للمجتمع بشكل عام، لافتاُ إلى وجود صفحات خاصة للكلية على مواقع التواصل الاجتماعي تتواصل من خلالها مع الجمهور وتقدم لهم الاستشارات الطبية المجانية وتحاول حل مشاكلهم الصحية، بالإضافة إلى تواصلها مع طلبتها ونشر الثقافة الطبية من خلال مواضيع هامة، وأردف قائلاً:" أرجو أن يستمر العمل بهذه الوتيرة من التقدم والنشاط فنحن حريصون على طلبتنا أكثر من أنفسنا بأن يكونوا مميزين".